الإسقـاط

الإسقـاط

– إن الإسقاط هو أن ينسب شخص ما صفةً أو خاصيةً لديه إلى شخصٍ آخر.

– أطلق طبيب الأعصاب “سيغموند فرويد” مصطلح “الإسقاط” مستعيراً إياه من علم الأعصاب، حيث يشير هذا المصطلح في علم الأعصاب إلى قدرة الخلايا العصبية على نقل السيالات العصبية من عضوٍ إلى آخر في الجهاز العصبي.

– يعد سلوك الإسقاط أمراً شائعاً بين الناس، و يتم تحديد ما إذا كان إيجابياً أو سلبياً من خلال الصفات أو الخاصيات التي يتم إسقاطها، و إذا ما كان الشخص الذي يتم إسقاطها عليه يقبلها أم لا.

– قد يؤدي الإسقاط إلى الكثير من التصرفات و السلوكيات الرائعة كالتعاطف و الكرم و العطاء و غيرها من المشاعر الإيجابية، و قد يؤدي إلى تلك السلبية منها، كالغضب و الجشع و الاحتقار، أي قد يساعد الإسقاط على حب الآخرين، أو على كرههم.

– لكن فيما هو شائع، تتم ممارسة الإسقاط على صفات أو خاصيات أو معتقدات أو أفكار سلبية، حيث يتم انكار وجودها في الذات و يُنظر إليها على أنها تأتي من الشخص الآخر.

– إنه لمن السهل أن نلاحظ أحداً ما يمارس “الإسقاط”، لكنه من الصعب جداً أن تلاحظ نفسك عندما تمارس هذا السلوك، و ذلك لأن “الإسقاط” عملية تتم خارج حدود الوعي و الإدراك لدى الفرد الذي يمارسها.

لماذا يمارس الأشخاص هذا السلوك ؟ (الإسقاط)؟

-غالباً ما نرى الصفات و الأفكار السلبية التي نكرهها في أنفسنا جلية في الآخرين، و تحدث هذه العملية خارج حدود الإدراك.
طرح العالِم فرويد مثالاً عن الإسقاط يدور حول رجل غير مخلص و غير وفي لزوجته، و يتهمها بالخيانة و عدم الوفاء. كان ينظر إلى نفسه على أنه رجل و زوج صالح، و أنه يتحلى بدرجة عالية من الأخلاق، و أنه شخص قوي في مواجهة الحياة. كان يلوم نفسه على خيانته لزوجته لكنه لا يبدو أنه كان يريد التوقف عن ذلك السلوك. كان ينكر و يرفض حقيقة أنه يقوم بخيانة زوجته، كما كان سيرفضها في أي شخص آخر، و من ثم كان يسقط تلك الحقيقة على زوجته و يرى أنها “امرأة سيئة”.
لم تكن هناك في ذهن هذا الرجل أية علاقة بين حقيقة أنه يخون زوجته و التكهنات التي يمتلكها حول زوجته و اتهامه لها بأنها تخونه. يسمى هذا أحياناً ب”التجزئة و الفصل”، حيث يحتفظ الشخص بأخطائه و زلاته في حجرة مغلقة منفصلة، مما يسمح له أن يشعر بأنه صالح في حين أنه ينخرط في سلوكيات يراها غير مقبولة في أي أحد.

شكل آخر لـ الإسقاط

لطاما كانت (سارة) فتاةً صالحةً بنظر نفسها، و هذا يعني لها أنها لا يجب أن تعبر عن الغضب الذي تشعر به في داخلها. لو بدأت تشعر بالغضب تجاه شخص ما، فإنها تتخلص من تلك المشاعر سريعاً و تحاول جاهدة أن تتصرف بلطف. على سبيل المثال، لو طلب منها زوجها (جيم) أن تسجل الخروج من بريدها الإلكتروني، فإنها تصر على أنه كان غاضباً من الداخل عندما طلب منها ذلك، فيحير (جيم) من رد الفعل هذا، لأنه لم يكن غاضباً أبداً عندما طلب ذلك. أيا يكن، تقبل سارة، التي لا تعي حقيقة ما يحدث معها، أن تسجل الخروج من بريدها الإلكتروني، و من ثم “تنسى” السبب الذي جعل (جيم) غاضباً في نظرها. (أي تعتقد (سارة) أن (جيم) كان يخفي مشاعر الغضب بداخله عندما طلب منها ذلك، كما تخفي هي مشاعر الغضب عندما تشعر بها).

جنون العظمة

يمثل سلوك الإسقاط -في أشد حالاته- منطلق الإصابة بجنون العظمة لدى الأشخاص. تعد الكراهية غير المنطقية لفرد أو جماعة، الخوف من الاضطهاد، الغيرة رغم عدم وجود دليل يبررها، سلوكيات ناتجة عن إسقاط حالات ذهنية على الآخرين. إذاً، ينطوي جنون العظمة على إنكار ميول و رغبات و اعتقادات الذات و النظر إليها على أنها تأتي من الطرف الآخرين.

هل تمارس أنت هذا السلوك؟

تدل بعض العلامات على أنك تمارس سلوك “الإسقاط”، وهذه بعضها:
-تشعر بأنك متأذٍّ و مظلوم للغاية على الدوام، و أنك في موقف دفاعي دوماً، أو أن تكون حساساً جداً تجاه ما يقوله أو يفعله الآخرون.
-الشعور بالغضب و الثوران الشديدين، و السرعة في إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
-الصعوبة في أن تكون موضوعياً، و أن تفهم كل وجهات النظر، و أن تضع نفسك موضع الشخص الآخر و ترى كيف يشعر تجاه أمر محدد.
-ملاحظة أن رد فعلك هذا هو سلوك متكرر.

لو كنت قد لاحظتَ وجود أي من الأشياء السابقة في نفسك، فاسأل نفسك الأسئلة التالية:
-هل أرى هذا السلوك أو التصرف الذي أكرهه في هذا الشخص أمراً لا يُطاق و لا يحتمل في نفسي؟
-ما هي الطرق التي أتصرف بها مثل هذا الشخص؟
-ما هي التبريرات و التفسيرات التي أقدمها لنفسي حول هذا الشخص أو الموقف؟
-بما أو بمن يذكرني هذا الموقف أو هذا الشخص؟

قد يعجبك ايضا
فتح الدردشة
1
💬 تحتاج الى مساعدة ؟
مرحبا بك في مركز ولبينق👋
كيف يمكننا مساعدتك ؟