فخ الشعور بالعار: هناك عيب ما بي

فخ الشعور بالعار: هناك عيب ما بي

هناك فرق بين الشعور بالعار و الشعور بالذنب. الشعور بالذنب يعني أنني ارتكبت خطأ، أما الشعور بالعار فيعني أن الخطأ يكمن في شخصي. العار هو شعور مؤلم للغاية، حيث نشعر بأننا وحيدين، لا نستحق الحب و الانتماء .

قمنا بإخفاء حوادث تعرضنا لها في حياتنا عن الأنظار لأنها مؤلمة للغاية، و لكن ليس الحادث المحدد أو سلسلة الحوادث التي تعرضنا لها هي أكثر ما يؤلمنا و يضر بحياتنا بل إن التكتم عليها هو الذي يفعل ذلك.

تسبب التكتم و عدم البوح الإجهاد المزمن الذي يضر برفاهيتنا العاطفية و صحتنا الجسدية. يمكن أن يظهر الضرر الذي يلحق بحياتنا على شكل اكتئاب أو قلق أو إدمان أو اضطرابات أكل أو عدوانية أو نقص في التقارب في علاقاتنا المختلفة .إن الصمت و إطلاق الأحكام على النفس المصاحبَين للشعور بالعار يشبهان إبقاء جرح تحت ضمادة ثقيلة حيث لا يمكنه التعرض للهواء أو للضوء ليُشفى، فتتفاقم الإصابة تحت هذا الغطاء. إن الطريقة الوحيدة للشفاء هي إزالة هذا الغطاء و مشاركة الشعور بالعار مع شخص آخر. عندما تتعرض الإصابة للهواء، و هو ما يمثل الاستماع التعاطفي لأحدهم للألم الناتج عن الحوادث التي نتعرض لها، يبدأ التعافي على الفور.

إن أفضل ما يمكن البدء به عند معالجة الشعور بالعار هو أن نتعاطف قليلاً مع أنفسنا، لم نكن نعرف كيف نتعامل مع هذا الموقف الصعب الذي أدى إلى السلوك المملوء بالشعور بالعار.نتجه نحو الشفاء عندما نرتقي من الشعور بالعار إلى الشعور بالذنب. يكون الحكم السيئ على النفس و الاعتراف باتخاذ قرار بغير مهارة ، عند الحديث عن ارتكاب خطأ ما، أسهل قليلا من إجراء تقييم شامل لمعرفة ما  إذا كان الشخص سيئاً أو مخطئاً أو غير جدير أو ما إلى ذلك. يتعلق الحكم على الفرد بسلوك الفرد و ليس بالفرد نفسه.

سنستمر بالتأكيد في المعاناة الشديدة حتى نصل إلى إنسان واحد على الأقل نشاركه شعورنا بالعار.

إن كسر حاجز الصمت يَحُدُّ من شعور الوحدة المروع، حتى و إن تم إخبار شخص واحد جدير بالثقة بالحقيقة المخفية. كما أن إخراج شعور العار من عوالم الظل يسمح لنا بالتماس حقيقة أننا جميعا لدينا عيوب، و أنه لا نزال رغم هذا من الممكن أن نكون محبوبين و أن ننعم بالانتماء، نُدرك حينها جيدا أننا لسنا منبوذين بسبب عيوبنا. لم نعد مثقلين بأسرارنا، بدأ الاعتقاد بأننا سنكون منبوذين و غير محترمين إذا عرف الناس حقيقتنا بالانهيار. يحدث الشفاء عندما نلتمس حقيقة أننا لا نُحَب على الرغم من عيوبنا فحسب، بل بسببها.

يفقد شعور العار قوته المحيطة بنا عند الحديث عما كان لا يتم الحديث عنه في السابق، و تبدأ الطريقة القضائية التي تحدثنا بها مع أنفسنا عن كوننا تعرضنا لأذىً جسيم لا يمكن معالجته، قبيحين، منحرفين، غير مقبولين، أغبياء، ضعفاء، لا نستحق،غير محبوبين بالانهيار. يمكننا أن نبدأ في جلب الدفء و المودة لأنفسنا من خلال الاستمتاع بالضوء الساطع الناتج عن تعاطف المستمع لنا و اهتمامه بنا. تم كسر قبضة الكتمان أخيرا.

لا تنتظر كثيرا للحصول على المساعدة. بالمعدل الوسطي، تكون علاقة الزوجان اللذان يلجآن للحصول على استشارات بخصوص العلاقة الزوجية مضطربة منذ ست سنوات. بحلول هذا الوقت، من المحتمل أن تكون الصعوبات القابلة للحل قد تفككت إلى أنماط و أساليب تعامل راسخة. افعل كل ما بوسعك للتعامل مع التحديات بمفردك و بكل الوسائل اللازمة، لكن كن على معرفة و إدراك بالوقت الذي لا تؤدي فيه حتى أفضل جهودك إلى حل المشكلة. ستساعدك هذه النصائح على الخروج من فخ العار.

قم بالبوح بدلا من التكتم.

قم بالتعبير بدلا من الكظم و الكبت.

قم بالتواصل بدلاً من الانطواء.

قم بالتقبل بدلاً من الرفض.

قد يعجبك ايضا
فتح الدردشة
1
💬 تحتاج الى مساعدة ؟
مرحبا بك في مركز ولبينق👋
كيف يمكننا مساعدتك ؟